تهدف هجمات القوة الغاشمة (Brute-force Login Attempts)، وهو أبسط أنواع الهجمات، إلى الحصول على وصول إلى الموقع من خلال تجربة أسماء المستخدمين وكلمات المرور بشكل متكرر حتى يتمكن المهاجم من الدخول. يختلف هذا النوع من الهجمات عن عمليات الاختراق التي تركز على استغلال نقاط ضعف معينة في الموقع. غالبًا ما ينجح هذا الهجوم ضد الأشخاص الذين يستخدمون كلمات مرور بسيطة مثل “123456” وأسماء مستخدمين شائعة مثل “admin”.يركز هذا الهجوم على النقطة الأضعف في أمان الموقع، وهي المستخدم.
ما هي هجمات القوة الغاشمة؟
هجمات القوة الغاشمة (هجمات الاختراق بالتخمين) هو نوع من التهديدات في مجال الأمن السيبراني، حيث يسعى المهاجمون للوصول غير المصرح به إلى نظام أو شبكة أو حساب من خلال تجربة جميع التركيبات الممكنة من كلمات المرور أو مفاتيح التشفير بشكل منهجي حتى يتمكنوا من العثور على الكلمة الصحيحة.
النقاط الرئيسية حول هجمات الاختراق بالتخمين
- طريقة العمل: تعتمد الهجمات على القدرة الحسابية لإجراء محاولات تخمين شاملة، مما يجعلها أكثر مباشرة مقارنة بالهجمات المعقدة التي تستغل نقاط الضعف أو تعتمد على الهندسة الاجتماعية.
- الاستهداف: يمكن أن تستهدف هذه الهجمات أي نظام أو خدمة تتطلب تسجيل الدخول، مما يجعلها تهديدًا عالميًا يمتد عبر منصات متعددة، بدءًا من الحسابات الشخصية والمواقع الإلكترونية وصولاً إلى قواعد بيانات الشركات وأجهزة الشبكة.
- فعالية الهجوم: تعتمد فعالية هجمات القوة الغاشمة بشكل كبير على مدى تعقيد كلمة المرور أو مفتاح التشفير المستهدف، بالإضافة إلى موارد المهاجم الحاسوبية.
- مدة الهجوم: بينما قد تستغرق الهجمات البسيطة ثوانٍ لاختراق كلمات المرور الضعيفة، فإن الهجمات الأكثر تعقيدًا قد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر، خاصةً في حال وجود تدابير أمنية فعالة.
اقرأ عن: هجمات فارما ووردبريس (Pharma Hack)؛ ما هي وكيف نكشفها؟
كيف تعمل هجمات القوة الغاشمة؟
تعتبر هجمات القوة الغاشمة من أساليب الاختراق التي تعتمد على أدوات برمجية متقدمة لأتمتة عملية تخمين كلمات المرور أو مفاتيح التشفير. هذه الأدوات قادرة على توليد آلاف أو حتى ملايين التركيبات المحتملة في الثانية، وذلك يعتمد على قوة الحوسبة المتاحة. كلما كانت كلمة المرور أو المفتاح المستهدف أكثر تعقيدًا، زادت المدة اللازمة لاختراقه. ومع ذلك، يسعى المهاجمون غالبًا إلى تحسين استراتيجياتهم من خلال استهداف كلمات المرور الشائعة أو الاستفادة من المعلومات المستمدة من عمليات اختراق سابقة.
الخطوات الأساسية لهجمات الاختراق بالتخمين
- تحديد الهدف: يبدأ المهاجم باختيار حساب أو نظام أو شبكة معينة يرغب في اختراقها.
- اختيار طريقة الهجوم: تتنوع طرق الهجوم بين استخدام القوة الغاشمة البسيطة، حيث يتم تجربة جميع التركيبات، إلى أساليب أكثر استهدافًا مثل هجوم القاموس.
- استخدام الأدوات الآلية: يقوم المهاجم بتشغيل أدوات برمجية مثل Hydra وJohn the Ripper، التي تتيح اختبار تركيبات مختلفة بسرعة وكفاءة.
- تحليل النتائج: إذا نجح الهجوم، يحصل المهاجم على وصول غير مصرح به. وإذا لم تنجح المحاولة، تستمر العملية مع إمكانية تغيير الأساليب أو الأدوات المستخدمة.
- استغلال قواعد البيانات المسروقة: قد يستفيد المهاجمون من قواعد بيانات تحتوي على كلمات مرور مسروقة لزيادة فرص نجاحهم، مستخدمين أساليب مثل حشو بيانات الاعتماد لتجربة مجموعات معروفة عبر مواقع متعددة.
بهذه الطريقة، تُظهر هجمات القوة الغاشمة كيف يمكن أن تكون الهجمات السيبرانية بسيطة في مفهومها لكنها تتطلب موارد كبيرة واستراتيجيات مدروسة لتحقيق النجاح.
اطلع على: ميزة التحقق بخطوتين؛ 4 خطوات لتفعيلها لزيادة الأمان على حساباتك
أنواع هجمات القوة الغاشمة
تتعدد أشكال هجمات القوة الغاشمة، حيث يختلف كل نوع من حيث الاستراتيجية والتعقيد:
- هجوم القوة الغاشمة البسيط:
تعتمد هذه الطريقة على تجربة جميع التركيبات الممكنة حتى يتم العثور على التركيبة الصحيحة. رغم فعاليتها، إلا أنها قد تستغرق وقتًا طويلًا، خصوصًا مع كلمات المرور المعقدة. على سبيل المثال، كلمة مرور مكونة من 8 أحرف مع مزيج من الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز قد تستغرق سنوات لاختراقها. - هجوم القاموس:
يستخدم هذا النوع قائمة من الكلمات والعبارات الشائعة التي يُحتمل استخدامها ككلمات مرور. وهو أسرع من الهجوم البسيط لأنه يركز على مجموعة محددة مسبقًا من الاحتمالات. - هجوم القوة الغاشمة الهجين:
يجمع هذا الهجوم بين أسلوب القوة الغاشمة البسيطة وهجوم القاموس، حيث يستخدم كلمات مرور شائعة ويضيف إليها أحرفًا بشكل منهجي. على سبيل المثال، إذا كانت كلمة المرور هي “كلمة المرور”، فقد يحاول الهجوم استخدام “كلمة المرور1” و “كلمة المرور2”. - هجوم القوة الغاشمة العكسي:
يبدأ المهاجم في هذا النوع بكلمة مرور معروفة ثم يبحث عن أسماء مستخدمين محتملة مرتبطة بها. تُستخدم هذه الطريقة غالبًا عندما يتمكن المهاجمون من الوصول إلى ملف يحتوي على كلمات مرور. - حشو بيانات الاعتماد:
يعتمد هذا الأسلوب على استخدام أسماء المستخدمين وكلمات المرور المسروقة من اختراقات سابقة للوصول إلى مواقع أخرى. نظرًا لتكرار إعادة استخدام كلمات المرور، فإن حشو بيانات الاعتماد يمكن أن يكون فعالاً بشكل كبير.
بهذه الأنواع المتنوعة، يتضح أن هجمات القوة الغاشمة تمثل تهديدًا متزايدًا يتطلب وعيًا وتدابير وقائية فعالة لحماية المعلومات الشخصية.
قد يهمك: اختيار شركة استضافة آمنة؛ من طرق حماية موقعك الووردبريس
كيفية منع هجمات الاختراق بالتخمين
نظرًا للآثار الخطيرة التي يمكن أن تترتب على هجمات القوة الغاشمة، من الضروري اتخاذ تدابير وقائية فعالة. إليك بعض الاستراتيجيات المهمة:
- سياسات كلمات المرور القوية:
يجب تشجيع أو فرض استخدام كلمات مرور معقدة تتضمن مزيجًا من الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز الخاصة. كما ينبغي تغيير هذه الكلمات بانتظام لتقليل فرص الاختراق. - المصادقة الثنائية (2FA):
تضيف هذه الميزة طبقة أمان إضافية من خلال طلب شكل ثانٍ من التحقق، مثل رمز يُرسل عبر رسالة نصية أو تطبيق مصادقة، مما يجعل الوصول أكثر صعوبة على المهاجمين حتى لو تمكنوا من معرفة كلمة المرور. - آليات إغلاق الحساب:
تطبيق آليات لقفل الحساب بعد عدد معين من محاولات تسجيل الدخول الفاشلة يمكن أن يحد من هجمات القوة الغاشمة، حيث يقلل من عدد التخمينات التي يمكن أن يقوم بها المهاجم. - القائمة البيضاء والقائمة السوداء لعناوين IP:
السماح بالوصول فقط من عناوين IP معينة (القائمة البيضاء) أو حظر عناوين IP معروفة بنشاط ضار (القائمة السوداء) يعزز الحماية ضد الهجمات. - مراقبة وتحليل محاولات تسجيل الدخول:
يساعد المراقبة المنتظمة لعمليات تسجيل الدخول وتحليل الأنماط في اكتشاف هجمات القوة الغاشمة في مراحلها المبكرة. - استخدام تحديد المعدل:
التحكم في عدد الطلبات التي يمكن للمستخدم تقديمها خلال فترة زمنية معينة يقلل بشكل فعال من فرص نجاح هجوم القوة الغاشمة. - تطبيق الـ CAPTCHA:
إدخال تحديات CAPTCHA يساهم في منع الهجمات الآلية عن طريق التأكد من أن محاولات تسجيل الدخول تتم بواسطة مستخدمين حقيقيين وليس أدوات آلية.
باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكنك تعزيز أمان نظامك وتقليل خطر التعرض لهجمات القوة الغاشمة بشكل كبير.
نرشّح لك: هجمات التسلل الخلفي ووردبريس (Backdoor)؛ 9 طرق للتصدي لها
إن التصدي لهجمات القوة الغاشمة يتطلب وعيًا مستمرًا واستراتيجيات فعالة لحماية الأنظمة والمعلومات الحساسة. من خلال تنفيذ التدابير الوقائية مثل استخدام كلمات مرور قوية، وتفعيل المصادقة الثنائية، وتطبيق آليات إغلاق الحساب، يمكن للأفراد والمؤسسات بناء حصن منيع ضد هذه التهديدات.
تذكر أن الأمان السيبراني ليس مجرد إجراء لمرة واحدة، بل هو عملية ديناميكية تتطلب تحديثات دورية وتقييمات مستمرة. بتبني ثقافة الأمان وتعليم المستخدمين حول المخاطر المحتملة، يمكننا جميعًا المساهمة في بيئة رقمية أكثر أمانًا. في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، فإن الاستثمار في الحماية السيبرانية هو استثمار في المستقبل.